أحياناً قد تكون مجرد صورة إباحية عابرة وقعت أمام أعين البعض منّا على الشاشة العنكبوتية،
هي الوسيلة التي دفعت به إلى ولُوج بوابة المواقع الإباحية، ليجد نفسه بعد ذلك وقد بدأ يغرق شيئاً فشيئاً في قلب دائرة الإدمان الجهنمية، التي لا تقل خطورة عن إدمان المخدرات.
- 2.4 مليون موقع إباحي على الإنترنت:
بين وقت وآخر، تطلّ علينا بعض شركات المواقع الإلكترونية، بأرقام وإحصاءات تستعرض معدّلات ونسباً وإستطلاعات، تُظهر مستوى تَصفُّح مواقع الإنترنت بفئاتها المختلفة من قِبَل الناس، في مختلف دول العالم، ومنها طبعاً ما يتعلق بالدول العربية.
وفي هذا السياق، كشف تقرير صدر مؤخراً عن "مؤسسة الفكر العربي"، ونشرته صحيفة "الشروق" الجزائرية، أن "أكثر مستخدمي الإنترنت العرب، يبحثون عن كتب الطبخ والمأكولات والمواقع الإباحية". وفي تقرير آخر نُشر على موقع "عيون العرب" على شبكة الإنترنت، تبيَّن أن "مصر والإمارات والكويت والسعودية، من أكثر الدول التي يتم فيها الدخول إلى مثل هذه المواقع"، لا بل إنّ ناشطة إجتماعية سعودية تُدعَى إفتخار الدغنيم، كشفت في دراسة لها، نشرتها صحيفة "الجزيرة السعودية" أن "35% من الأزواج السعوديين، أدمنوا المواقع الإباحية على الإنترنت". في حين أظهرت دراسات أخرى، أنّ المواقع الإباحية أصبحت الأكثر تصفُّحاً في العالم العربي. أمام هذه الأرقام والإحصاءات، تَبرُز التساؤلات: لماذا العرب أكثر تصفُّحاً للمواقع الإباحية؟ وهل تدريس الثقافة الجنسية يُسهم في الوقاية من التداعيات السلبية، لمَن يستخدمون هذه المواقع؟ أم أن إدمان المواقع الإباحية يعكس مشكلة نفسية؟
- الممنوع مرغوب:
يَعترف رضا أحمد (33 عاماً، متزوج موظف)، بأنّه دَخل هذه المواقع "بدافع الفضول"، مستشهداً بالمثل القائل: "كلّ ممنوع مرغوب". ويقول: "في رأيي، انّ الكبت من الأسباب التي تدفع الشباب العربي إلى تصفّح المواقع الإباحية، بل وإدمانها في بعض الأحيان. لهذا، فأنا أرى ضرورة تدريس الثقافة الجنسية في سن المراهقة".
أمّا خالد أحمد (21 عاماً، عازب، موظف)، لا يَجد عَيْباً في تصفح المواقع الإباحية، ولا يجد حرجاً في الإعتراف بأنّه يقوم بذلك: "أدخل أحياناً للإستئناس والتعرّف إلى عالم آخَر.. فما المانع في هذا؟".
- أمر طبيعي:
من ناحيته، يرى وليد مهرية (35 عاماً، متزوج، يعمل في مجال السياحة)، أنّ "هناك فَرْقاً بين دول المغرب العربي ودول المشرق العربي، حيث توجد حرِّية أكبر في دول المغرب العربي، وسهولة أكبر في تكوين العلاقات بين الجنسين، مقابل تَراجُع تصفح الشباب هذه المواقع الإباحية. أمّا في دول الخليج وبعض دول المشرق العربي، حيث الكبْت، فتجد النسبة في تزايُد، فالإختلاط في المدارس والجامعات محدود جدّاً, ولا توجد ثقافة جنسية في المدارس، ومع رغبة الإنسان في الفضول والتعرّف إلى المحظور، فمن الطبيعي أن ترتفع نسبة الشباب الذين يُقبلون على هذه المواقع".
- تفريغ الطاقة:
يضحك أنس أحمد (26 عاماً، عازب، يعمل في قطاع البنوك)، ويُعلق قائلاً: "بصراحة، نعم أدخل مثل هذه المواقع والسبب الكبْت"، مشيراً إلى أن "داخل كل واحد منّا طاقة يُريد تفريغها، وليس هناك ما هو أسهل من الإنترنت". يضيف: "لا أتخيّل أنّ هناك شاباً عربياً، لم يسبق له دخول موقع من المواقع الإباحية".
ويُعيد فراس مراد (22 عاماً، عازب، يعمل في قطاع التأمين)، السبب في دخول مثل هذه المواقع، إلى "العادات والتقاليد التي تَمنَع الشاب العربي من أن يعيش حياة طبيعية مع الجنس الآخر، لذلك يلجأ إلى وسيلة أخرى منها الإنترنت، لكي يُشبع بها رغباته، بينما تختلف الصورة في أوروبا، حيث إنّها مجتمعات مفتوحة، ولا توجد هناك مشكلة في العلاقات".
ويقول نايف الهاجري (27 عاماً، عازب، موظف): "إنّ معظم الشباب يجلسون ساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، ويقضون معظم وقتهم في تصفح المواقع الإباحية تحديداً". يُضيف: "أعتقد أنّ وقت الفراغ من العوامل التي تؤدي إلى ذلك، إضافة إلى رغبة الشاب في التنفيس عمّا في داخله".